القصة – بإختصار – ان البطل الاغريقي الشهير برومثيوس بعد ان قدم خدمة كبيرة لـ" زيوس " اله الاغريق الوثني فان زيوس كافىء برومثيوس بأن وهبه الارض كلها وهي مكأفاة جزيلة بحق لو لاحظتم , وحين صار برومثيوس مسئولا عن الارض قرر ان يعلم الانسان اشياء كثيرة حتى انه خرق في سبيل هذا كثير من قواعد " سادة الاوليمب " , وجاءت الطامة حين سرق برومثيوس سر النار من الالهة وعلمه للبشر وصار البشر يقدرون ان يشعلوا النار وستخدمونها وهنا قرر الالهة ان يعاقبوه بصرامة , فربطوه بين جبلين وكل يوم ياتي رخ عملاق ليأكل كبده فاذا جاء الليل نبت له كبد جديد وهكذا الم ومعاناة كل يوم حتى جاء البطل هرقل وخلص برومثيوس من هذا العذاب القاتل , وعاد برومثيوس للبشر ففرحوا به وقرر الهة الاوليمب ان ينتقموا منه مجددا بطريقة عبقرية اكثر شرا وكان هذا العقاب هو " المرأة "
لقد كان مجتمع الارض كله من الرجال وكان مجتمعا سعيدا جدا قبل ان يرسل الهة الاوليمب هدية من نوع جديد للبشر ... " إمرأة
وتقول الاسطورة ان زيوس كلف " فولكانو " اله النار والحديد بصنع المرأة وبهذا ترمز الاسطورة الى طبيعة المراة النارية , ,ثم تم استدعاء الهة الاوليمب الاخرين لتقديم هداياهم الى هذه المراة .. فمنحتها فينوس ( الهة الجمال ) الجمال والحب , ومنحتها مينرفا ( الهة الحكمة ) بعض الذكاء " ركزوا قال بعض يعني ان الرجل اذكى من المراة كما تناقشنا في ذلك الموضوع من سنتين خخخخ " , ثم اعطتها لاتونا قلب كلب .. ونفس لص .. وعقل ثعلب ( بالمناسبة هذا ماتقوله الاسطورة بالضبط يعني مش من عندي ) واكيد ان هذا لن يعجب جمعيات حقوق المراة كثيرا .. لكن الاسطورة تريد ان تناقش مسالة ان المراة نعمة ونقمة في نفس الوقت .. انها اجمل شيء في حياتنا لكنها معذبتنا الدائمة
وفي الاخير سموا هذه المخلوقة الحسناء " بان – دورا " ومعناها " التي منحت كل شئ " ...
تنزل بندورا الى الارض فتثير صخبا .. انها ملكة جمال العالم لسبب بسيط هو انه لايوجد سواها .. وبالطبع تلقي شباكها حول برومثيوس لكن برومثيوس كان ذكيا وحكيما فلم يهم بها حبا وتجاهلها تماما , فهام بها اخوه ابيمثيوس بسرعة واصر ان يتزوجها فوافق برومثيوس على مضض وعاش اخوه ايام لاتوصف من السعادة ..
هنا جاء الجزء الثاني من الخدعو ويوم ارسل " زيوس " مبعوثه هرمز بهدية للزوجين السعيدين .. هذه الهدية هي صندوق مغلق ...
كان ابيمثيوس – والحق يقال – حكيما في هذه النقطة فرفض فتح الصندوق .. لكن زوجته الحسناء راحت تلح عليه ان يفعل .. من يدري اية كنوز او افراح تختفي داخله ان هناك اصواتا تناديها من الداخل .. اصوات تعدها بالسعادة المطلقة , لقد صارت حياتها جحيما وهي تجلس الليل والنهار جوار الصندوق تتخيل مايحويه
وكان الفضول يخنقها كأية انثى في الاساطير , مثل زوجة ذو اللحية الزرقاء التي ترك لها زوجها حرية التنقل في تسع وتسعين غرفة لكن جنونها كان شديدا لمعرفة ماذا يوجد في الغرفة رقم مائة ...
في النهاية تنتهز بندورا فرصة غياب زوجها فتفتح الصندوق .. فجأة اظلم العالم وخرجت ارواح شريرة من الصندوق .. ارواح يحمل كل منها اسما مخيفا مثل " النفاق " " المرض " " الجوع " " الفقر " وراحت المسكينة تدور حول نفسها محاولة اغلاق الصندوق فلم تستطع .. في النهاية اغلقته بالفعل لكن بعد ان حدثت الكارثة .. والجنة السعيدة تحولت الى جحيم حقيقي للبشر ...
فلو لم تفتح بندورا الصندوق لكنا نعيش في جنة حسب راي الاساطير الاغريقية
وهذا المصطلح نفسه " صندوق بندورا " يستخدم الى الان في الاشارة الى الشيء الذي ييمكن ان تنبثق منه كل الشرور والالام ...
وفي النهاية دائما هو فضول المراة العاتي الذي لا يقف امامه شيء
وكما يقول الانجليز ... The care kill the cat