هى هل تتلاقي أرواح الأحياء وأرواح الأموات أم لا ؟
الاجابة : نعم تتلاقى أرواح الأحياء و أرواح الأموات
قد قال تعالى : " الله يتوفي الأنفس حين موتها والتى لم تمت في منامها فيمسك التى قضي عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "
عن ابن عباس في هذه الآية قال بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فيتسألون بينهم فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها
فترجع روح الحى إلى جسده في الدنيا إلى بقية أجلها وتريد روح الميت أن ترجع إلى جسده فتحبس فالروح الممسكة من توفيت وفاة الموت والمرسلة من توفيت وفاة النوم والمعنى على هذا القول أنه يتوفي نفس الميت فيمسكها ولا يرسلها إلى جسدها قبل يوم القيامة
ويتوفي نفس النائم ثم يرسلها إلى جسده إلى بقية أجلها فيتوفاها الوفاة الأخرى
لأنه سبحانه أخبر بوفاتين وفاة كبرى وهى وفاة الموت ووفاة صغرى وهى وفاة النوم
وقد دل التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحى يرى الميت في منامه فيستخبره ويخبره الميت بما لا يعلم الحى فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل
وربما أخبره بمال دفنه الميت في مكان لم يعلم به سواه وربما أخبره بدين عليه وذكر له شواهده وأدلته
وأبلغ من هذا أنه يخبر بما عمله من عمل لم يطلع عليه أحد من العالمين
وأبلغ من هذا أنه يخبره أنك تأتينا إلى وقت كذا وكذا فيكون كما أخبر
وربما أخبره عن أمور يقطع الحى أنه لم يكن يعرفها غيره
والدليل على هذا من الواقع
قصة ثابت بن قيس رضى الله عنه لما استشهد فى معركة اليمامة وكانت عليه درع نفيسة فأخذها احد المسلمين فبينما أحد المسلمين نائم إذ اتاه فى منامه وقال له : أوصيك بوصية فإياك ان تقول : هذا حلم فتضيعه ! إنى لما قتلت مر بى رجل من المسلمين وأخذ درعى ومنزله فى أقصى الناس وفرسه يستنّ في طوله، أي في لجامه وشكيمته وقد كفأ على الدرع برمة وفوق الابرمة رحل..
فأت خالدا فمره أن يبعث فيأخذها..
فاذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله أبي بكر، فقل له: ان
عليّ من الدين كذا كذا..
فليقم بسداده..
فلما استيقظ الرجل من نومه أتى خالد بن الوليد، فقصّ عليه رؤياه..
فأرسل خالد من يأتي بالدرع فوجدها كما وصف ثابت تماما..
ولما رجع المسلمون الى المدينة قصّ المسلم على الخليفة الرؤيا فأنجز وصيّة ثابت..
وليس في الاسلام وصيّة ميّت أنجزت بعد موته على هذا النحو سوى وصيّة ثابت بن قيس..
حقا ان الانسان لسرّ كبير..
سبحانك كما ينبغى لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ