عبدالله الحظرد
تكلم كاتب الرعب الكبير الأمريكي هوارد فيليبس لافكرافت عن كتاب (( نيكرونوميكون)) الرهيب ، حتى صار بالنسبة لقرائه حقيقة واقعة فلا يعرف أحد أبدًا أين ينتهي الخيال وتبدأ الحقائق فهو كتاب يتحدث عن تحضير الارواح
حيث ُزعم لافكرافت أن الكتابه (( نيكرونوميكون )) كتبه شاعر يمني اسمه "عبد الله الحظرد"عام 735 بعد الميلاد و يطلق على كتاب عبد الله الحظرد اسم "العزيف"
ومعنى الكلمة بالعربية هو صوت الحشرات الليلية وكان العرب يعتقدون أن هذا صوت الجن.
فمن هو عبدالله الحظرد ..؟
هو شاعر وساحر يمني ذا شخصية غير عادية بالفعل , نصف مجنون ولد في صنعاء،, ظهر في فترة حكم الأمويين , قام بعدة رحلات زار خرائب بابل و جاب العالم كله تقريبا ويقال أنه قضى 10 أعوام بمفرده في صحراء الربع الخالي تحرسه الجن , حتى أنه رأى مدينة ( إرم ذات العماد ) المذكورة في القرآن الكريم , ألم الحظرد بفلسفة اليوناني بروكلوس كثيرًا، وقضى حياته في دراسات غامضة ، ومن خلال رحلاته أجاد ايضاً عدة لغات ساعدته كثيراً في تفسير المخطوطات القديمة حيث قام بتأليف كتابه العجيب ( العزيف ) الذي ترجمة الكاتب الأمريكي هوارد فيليبس لافكرافت فأصبح يعرف فيما بعد بـكتاب ( النيكرونوميكون )
وهذا الكتاب يصف أساليب سحريه لتقصي الماضي الغامض عن طريق أنطاق الجثث و استحضار الارواح وهو نموذج عكسي لفكر العراف الشهير نوستراداموس الذي يستعمل أساليب سحريه لقراءة المستقبل
رحلا الحظرد الى دمشق في أواخر حياته و يروى ابن خلكان أن الحظرد كان يتصارع مع وحش خفي و قد تم ابتلاعه في وضح النهار و هذا ما أكده الشهود الذين رأوا الحادثة. ولكن يرى لافكرافت مقتله يعود إلى أن كل من يتعامل مع كتاب العزيف يلقى نهاية مخيفة و الحظرد كان أولهم , فمعني كلمة النيكروميكون (( كتاب أسماء الموتى )).. يقال إن الكتاب من سبعة أجزاء وإن عدد صفحاته 900 صفحة
فما هو سر هذا الكتاب ...؟
إن كتاب (( النكرونوميكون (( تاريخ يحكي عن الكيانات القديمة أكثر منه دليلاً للسحرة المبتدئين كما يظن البعض , وهذا هو ما يجعل الكتاب مخيفًا.. فهو لا يعتقد بأننا ملوك الكون وأن الكون في خدمتنا، بل هو يتحدث عن كون معاد فيه قوى عاتية ، بينما نحن مجرد غبار معدوم الحيلة .
ولاحظ الغربيون أن الكتاب له ارتباط مريب بأساطير شعوب الشمال.. بل إن عمالقة النار عند شعوب الشمال تشبه الجن عند العرب.. فمن أين أتت علاقة عجيبة كهذه؟.. يقولون في تفسير هذا إن مدينة "هارانيان" الشمالية ظل أهلها على وثنيتهم ولم يدخلوا الإسلام، وفيما بعد عاش عدد منهم في بغداد.. هناك وسط هذا المحيط المسلم كان عليهم أن يكونوا مجتمعًا منغلقًا منطويًا ومن الواضح أن "الحظرد" أستقر بينهم فترة من الزمن واختلط بهذه الجماعة من الناس وسمع حكاياتهم مما جعله يفكر بعمق في أكثر من اللازم لو أردنا الدقة , اعتقد "الحظرد" أن أجناسًا أخرى غير الإنسان ورثت معه هذه الأرض، وأن ما يعرفه الإنسان عرفه من كائنات مما وراء هذا العالم , وآمن به – وكان دقيقًا في هذا- بأن النجوم شموس أخرى حولها كواكب أخرى , وزعم أنه اتصل بالكيانات القديمة The old ones عن طريق السحر.. وكان يرى أن هؤلاء سيسيطرون على الأرض في النهاية محولين العالم الذي نعرفه إلى خراب.
إن هذه الكيانات القديمة كائنات فوق البشر وخارج البشر تعيش خارج حدود عالمنا , وقد تزوجت من نساء البشر فأنجبت مسوخًا ، وهناك كتاب يهودي يدعى (إنوخ Enoch) يحكي عن 20 شيطانًا جاءوا الأرض وتزوجوا من بنات البشر، فأنجبوا ذرية مخيفة أفراد الذرية تعلموا كيف يصنعون أسلحة غريبة ومجوهرات وكيف يشربون الدم. ويعتقد الغربيون أن هذه الكيانات القديمة هي ما يعنيه العرب بلفظ (الجن). ثم ظهر بعد هذا ساحر شهير اسمه "دي" سيأتي ذكره لاحقاً اتصل بهذه الكائنات كما يقول عن طريق كتاب "إينوخ".. وهو يطلق على هذه الكيانات اسم "ملائكة إينوخ".. وقد زعم أن الكائنات تستخدم معه لغة غريبة ، لذا شرحها بالتفصيل وقد راقت هذه الطريقة اللغوية للسحرة في كل زمان ومكان
- في العام 1232 أصدر البابا "جريجوري التاسع" أمرًا بمنع الكتاب وإحراق نسخه
- في العام 1457 صدرت ترجمة لاتينية للكتاب لكن بوساطة الراهب الدومنيكاني "أولاوس فيرمياس".
- وبالطبع كانت ترجمة الكتاب عملاً غير صائب ومحرم في نفس الوقت اتهم بالهرطقة وأحرق مع كل نسخ الترجمة.
- ظلت نسخة سليمة في مكتبة الفاتيكان .
- ثم ظهرت نسخة في (براغ) مع الحاخام "يعقوب إليتزر"..
- ترجمت بعض الأجزاء إلى العبرية عام 1664 وسميت "سيفر هاشاري حاداث" أي "كتاب بوابات المعرفة"..
- في القرن العشرين ظهر شخصية فريدة من نوعها هي "كراولي".. أشهر ساحر في العصر الحديث وأشتهر بكتابه "كتاب القانون" ويقول النقاد إنه اقتبس أكثره من "العزيف" وفيه زعم إنه تمكن من إستحظار روح حورس(( من آلهة الفراعنة )) ويعتبر هذا الكتاب مرتكزا لفكرة ثيليما الذي ينص على الإمتلاك الكامل للإنسان لجسده و روحه و حياته ويمكنه السيطرة عليها بنفسه دون تأثير خارجي , وعليه فإن السحر حسب كراولي هو نشاط يغير حالة معينة معتمدة على إرادة الشخص القائم بها وهو يختلف عن الشعوذة و خفة اليد ويعتمد على البحث العلمي حسب رأي (( آليستر كراولي ))
- قرأ (( آليستر كراولي )) دراسات (دي) صاحب كتاب (( إينوخ )) وأصيب بحالة تقمص كاملة لشخصية "الحظرد".. تصوروا أنه سافر لشمال إفريقيا ليجوب الصحراء وحده فقط كي يعيش ذات ما عاشه "الحظرد".. وقد كانت حياته تجربة واقعية طويلة لكتاب "نيكرونوميكون"
- كان هذا الساحر البارع مولعًا بالنساء.. وقد قابل عام 1918 امرأة حسناء تدعى "سونيا جرين" وأعجب بها.. وصفها في كتاباته بأنها حسناء ممتلئة مليئة بالحيوية والعاطفة في الثلاثين من عمرها، و كانت مصممة أزياء وقبعات مطلقة لها ابنة مراهقة. عام 1921 قابلت "سونيا" الأديب "لافكرافت" وفي نفس العام نشر قصته (المدينة التي لا اسم لها) التي جاء بها أول ذكر لـ"عبد الله الحظرد". بعد هذا بعام ذكر اسم (( نيكرومنيكون )).. وبعد هذا بعام آخر تزوج من سونيا.
-
- فهل شخصية عبدالله الحظرد أسطورة حاول بها (( لافكرافت )) تفخيمها وأحاطتها بهالة من الغموض والخوف لتعزيز كتابة أم هو شخصية حقيقية مثل العراف الشهير نوستراداموس .
- منقول من عدة مواقع
